!نقد لكتاب كمال الصليبي (البحث عن يسوع ) انجيل جديد

بقلم الخوري بولس الفغالي
عالم بيبلي ومحقق العديد من نسخ البيبل المعروفة بعهديه القديم والجديد.

بين العامين 1927 و1936 انطلق امير عربي من عمق الجزيرة العربية يطالب بملكه. توفي ابوه وهو البكر، فتذكر جده زربابل الذي ابعد عن الملك بسبب الكهنة العائدين الى النفي. ما رضي بكل الجزير العربية، بما فيها اليمن السعيدة، بل اراد ان يكون ملكا على يهوذا، واعلنه تباعه. ولكن كرر التاريخ نفسه. فقبض الكهنة ايضا على هذا الملك، الذي هو المسيح، وبموافقة سلطة رومة، قتلوه. وحاول اخوته ان يتابعوا عمله، فلم يكونوا على قدر المقام. وهكذا انتهت قصة المسيح. لا، ما انتهت. فقد جاء شخص عبقري اسمه بولس او شاول، لست ادري، فاله هذا المسيح باسم يسوع. وهكذا دونت الاناجيل معتبرة ان يسوع هو الرب وابن الله. هذا هو الانجيل الجديد الذي يقدمه الدكتور كمال الصليبي، وهو يريد ان يساعد على (البحث عن يسوع) بعد اضاعته الكنيسة على مدى الفي سنة من الزمن.

لا شك في ان مثل هذا المسيح لا يعنينا نحن المسيحيين، بل لا يعني كل باحث ديني يحترم نفسه ويحترم النصوص التي بين يديه. ولكن يطرح السؤال: كيف توصل الدكتور الصليبي ان يكّون لنفسه هذه الصورة، فيسميها (قراءة جديدة في الاناجيل)، مع انها قديمة جدا? تلاعب بالمصادر، تلاعب بالنصوص، تلاعب بالتفسير فكان له هذا الوجه المشوه الذي يشبه الى حد بعيد وجه يسوع في آلامه بعد ان جعل الصولجان في يده والاكليل على رأسه والرداء الارجواني على جسده.

1 – الانجيل الارامي

بدأ الصليبي بحثه في المصادر. هناك انجيل قبل الاناجيل. جاء به بولس من (العربية) وقد تكون الجزيرة العربية، بعد ان صار الجليل في الحجاز وكذلك الناصرة. ففي احدى رسائل بولس المتأخرة، طلب من تلميذه تيموتاوس ان يأتيه بالطروس اي الكتب. وما ادراك ما هذه الطروس? هي وحي تلقاه بولس مباشرة من الله، فما احتاج الى ان يعلمه احد، ولكي يبرهن الكاتب عن رأيه، قرأ رسالة بولس الى غلاطية من منظار ضيق من دون ان يضعها في اطارها ويكتشف ان بولس هو في الواقع (مؤسس المسيحية) كما قال عدد من علماء اوروبا في القرن الفائت. يا ليته قرأ الرسالة الاولى الى كورنتوس، حيث يقول الرسول: سلمت ما تسلمت. اجل، مضى بولس الى (العربية) اي الى مناطق حوران في سورية، حيث كان للحارث سلطة، فتعلم الكثير من الجماعات المسيحية هنا، وقدم ما تعلمه في رسائله. اترى هذا الذي ذكر اسم يسوع، يسوع المسيح، المسيح يسوع ما يقارب الثلاثمئة مرة سيطر على الرب وخلق له شخصيته? في اي حال، اعتاد الدكتور الصليبي على فصم الشخصيات. فيسوع هو غير المسيح. وبولس هو غير شاول، ومريم غير ام يسوع. اترى سمعان غير بطرس? ويمكن للسلسة ان تتتابع فيضيع الواحد منا شخصيته!

ولكن المصدر الام للاناجيل هو الانجيل الارامي الذي لم نجد له اثرا بين الاناجيل المنحولة، هنا نلاحظ تلاعب الصليبي بالتاريخ. فالكاتب اوسابيوس (او يوسابيوس كما يسميه) يربط الانجيل الارامي بمتى. اما الدكتور الصليبي فيجعل يوحنا يأخذ مباشرة من الانجيل الارامي، وهو العارف بالصفة الارامية. كما يجعل لوقا يأخذ هذا الانجيل الارامي مترجما. وماذا عن مرقس الذي انجيله ارامي في درجة عميقة? ومتى?

كلنا يعلم ان المسيح تكلم اللغة الارامية، وسمعه الناس وبينهم تلاميذه. واخذوا هم بدورهم يبشرون في هذه اللغة. اما الواقع، فهو ان الاناجيل وصلت الينا كلها في اليونانية. فأعيدت كتابتها، لا ترجمتها، وان كانت فيها روح ارامية لا يمكن ان تتخلى عنها. فاساسها ارامي. اساسها يسوع المسيح: ما عاشه، ما قاله، ما عمله، فما كان دور بولس في الاناجيل? لم يكن له دور مباشر، بل اثر على لوقا ومرقس، هذا مع العلم ان مرقس ترك بولس والتحق ببطرس فاعتبر (ترجمان) بطرس وكاتب (مذكراته) عن يسوع. والمهم في نظر الكاتب هو ان بولس كان اول من كتب في اليونانية. اذن، هو اساس الاناجيل. وهو اكثر من عرف يسوع. مع انه لم يره، لم يسمعه، لم يلمسه، كما يقول يوحنا في رسالته الاولى. كان هناك لقاء روحي بين يسوع وبولس على طريق دمشق، ولكن وجب على بولس ان يمضي الى الكنيسة في دمشق، وهناك يعمده شخص لا نعرف شيئا عنه هو حنانيا، كما تعرف الى سائر الكنائس في العربية وفي اورشليم، ومنها تعلم الشيء الكثير عن يسوع. وقد هاجمه الخصوم على انه لم يعرف يسوع بالجسد فكان جوابه: (اذا كنا عرفنا المسيح يوما حسب الجسد، فنحن لا نعرفه الان هذه المعرفة). فخصوم بولس يفتخرون بانهم عرفوا يسوع (التاريخي) . اما بولس فيريد ان يصل به الى يسوع الحي اليوم في كنيسته. وبعد ذلك، ينطلق الصليبي من بولس ليقول انه لم يعرف اسم مريم، ام يسوع. وما هو برهانه? لم يذكر اسمها. اترى بولس يكتب سيرة يسوع ام يقدم شهادة عنه داخل جواب على وضع محدد يربط يسوع بالعالم اليهودي.

قال: (لما تم ملء الزمان، ارسل اليه ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين هم تحت الناموس فننال نعمة التبني).

مصادر الصليبي مصدران: هذه الطروس التي جاء بها بولس من (العربية). هذه المنطقة السحيقة، والانجيل الارامي الذي قرأه العرب. فياليتنا نكتشف هذين المصدرين فنكتشف يسوع (في الجسد) لا كما الفه بعض الغلاة وما زالت الكنيسة تؤلهه والمسيحيون يعبدونه كاله من اله، نور من نور واله حق من اله حق. ويؤلهه الصليبي، على ما اظن، الا اذا كان عاد بايمانه الى اليهودية او قبل ذلك.

2 – كلمة الله حية

هكذا سماه العهد الجديد وهي اقوى من سيف ذي حدين. فصارت بين يدي الصليبي حرفا ميتا، وجثة جامدة ومشلعة. فبعد ان تلاعب بالمصادر، تلاعب بالنصوص فاختار منها ما اختار من اجل نظريته. فما يوجه عمل الدكتور الصليبي هو ايديولوجية معروفة منذ (الثوارة التي جاءت من جزيرة العرب). وهذه الايديولوجية تفرض نفسها على قراءة التاريخ، تسيطر على قراءة التاريخ، بل تشلع التاريخ من اجل مآربه الشخصية ونظراته المسبقة. آخذ مثلا واحدا هو مثل مريم العذراء ام يسوع. ففي انجيل متى ولوقا، نفهم فهما واضحا ان مريم بتولا في ولادتها يسوع. يقول متى ان مريم كانت حبلى قبل ان تكن مع يوسف. والسبب لا يفهمه الا المؤمن، لانه سبب الهي سيوضحه متى فيربطه بالروح القدس. ولكن اليهودي يعتبر ان مريم كانت زانية. ويتابع الصليبي فيعلن ان يوحنا لم يسم مريم باسمها، بل قال: ام يسوع. وشدد على (ام يسوع) امه) ليقول لنا ان ابن ام يسوع لم يكن اسمها مريم. وبما انه وضع نظرته قبل الاناجيل التي تبقى وثيقة قديمة بين ايدينا جعل النصوص تتناقض وتتعارض. عندئذ استند الى انجيل يوحنا الذي لم يعرف ان يقرأه فاعتبر ان اخت ام يسوع اسمها مريم. اذن، مريم العذراء ليست مريم. فابحثوا لها عن اسم آخر حتى يصح قول (التاريخ) الجديد.

وهذا هو النص: وكانت واقفة عند صليب يسوع امه، واخت امه، ومريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية. وهكذا نكون امام اربع نساء عند الصليب. هذا هو الواقع الذي اشار اليه الانجيلي، واستخلص منه الرمز: اذا كانت المرأة تمثل الشعب والامة، فهذه النساء الاربع يمثلن العالم كله واقفا بقرب صليب المسيح الذي مات ليجمع ابناء الله المشتتين ويوحدهم.

ويمكننا ان نقابل نص يوحنا هذا مع نص مرقس الذي يقول لنا من كان مع مريم عند الصليب: مريم المجدلية، مريم ام يعقوب الصغير ويوسي ابن زوجة كلوبا، وسالومة (التي هي ام يعقوب ويوحنا واخت مريم العذراء). ويتابع نص مرقس: (وغيرهن كثيرات صعدن مع يسوع من اورشليم).

في هذين النصين، تنتهي قصة اخوة يسوع، الذين هم في الواقع اولاد كلوبا ومريم اخرى غير مريم العذراء. كما نفهم ان يسوع كان الابن الوحيد لمريم. فلو كان له اخوة، كما سلم امه الى يوحنا الحبيب. واخيرا، كانت مريم في بيت اختها. هذا على المستوى البشري، اما على المستوى الروحي، فمريم هي مع التلميذ الحبيب الذي يمثل سائر التلاميذ الذين رأوا اولى آيات يسوع في قانا الجليل، ابصروا مجده وآمنوا به.

ويطرح سؤال: لماذا لمريم اسم مريم في الانجيل الرابع الذي (عرف الانجيل الارامي) (كما يقول الصليبي) في اللغة الاصلية. هنا نجيب نحن: رفض يوحنا ان يذكر اسمه واسم اخيه واسم والديه، مع ان هذه الاسماء ذكرت في الاناجيل الازائية (او المتناسقة كما يسميها الكاتب). وهو لم يذكر ايضا اسم مريم خالته. هذا ما يدل على خفر وحياء ورهافة احساس. فمن لم يكن يعرف اسم مريم في الكنائس التي اسسها يوحنا ورفاقه، في فلسطين وانطاكية وصولا الى افسس.

3 – لا يصغون الى الخرافات ذكر الانساب

ونعود الى (مؤسس المسيحية) الى بولس الذي يفترق كل الافتراق عن شاول، بحسب نظرة الصليبي، مع ان نص سفر الاعمال يقول بالحرف الواحد: شاول الذي هو بولس. والسبب في هذا التبديل، هو ان اليهود اعتادوا ان يكون لهم اسم في العالم اليوناني وآخر في العالم السامي، هذا مع العلم ان (شاول) لفظة لها رنتها في اللغة اليونانية، وان عنت في العبرية: ذاك الذي سألته امه وطلبته من الله. على كل حال، فبولس هذا الذي كتب كل رسائله قبل الاناجيل، ومن لا يعرف هذا الامر التاريخي، علم الانجيليين كيف يكتبون. ننطلق منه كي نتعلم التفسير فلا نتلاعب فيها.

ونتوقف فقط عند الافخارستيا، اوالعشاء، الاخير. يبدأ فيقول ان يوحنا روى خبر هذا العشاء، مع ان القارئ البسيط يرى ان الانجيل الرابع تحدث عن غسل الارجل قبل ذلك العشاء ليدل على واجب الخدمة والتواضع كما على صورة الامه التي يشاركه فيها بطرس، ثم عن خيانة يهوذا. ولكنه لم يورد خبر العشاء السري. وفي اي حال، ولو روت الاناجيل الاربعة خبر العشاء فقد اخذته عن بولس الذي اخذه مباشرة عن الرب. هكذا اعتاد الف??? روم شيعة يعتبرون ان المعرفة جاءت اليهم دون العودة الى تقليد الكنيسة) ان يقولوا. وقد اعطى بعضهم دورا كبيرا للمجدلية (كما فعل الصليبي) على حساب الرسل.

ولكن اعمال الرسل تحدثت عن العشاء، الرباني منذ بداية الكنيسة. فقال لوقا: (كانوا يداومون على الاستماع الى تعليم الرسل وعلى الحياة المشتركة وكسر الخبز والصلاة). ويقولون بعد ذلك ببضع آيات: (كانوا يلتقون كل يوم في الهيكل بقلب واحد، ويكسرون الخبز في البيوت، ويتناولون الطعام بفرح وبساطة قلب..). ولكن هذا الكلام لا يصح لدى الصليبي الذي اعتبر كسر الخبز اكلا عاديا. فيقول: (واذ هم يكسرون الخبز (اي يأكلون) في البيوت كانوا يتناولون الطعام). لماذا هذا التكرار لدى كاتب من مستوى لوقا. فالقارئ المسيحي كان يعلم ان كسر الخبز هو عشاء الرب. اما هذا الذي فعله بولس في ترواس فاحتفل بما نسميه اليوم (الذبيحة الالهية)? يقول سفر الاعمال في الفصل العشرين: (في اليوم الاحد اجتمعنا لكسر الخبز. فأخذ بولس يعظ الحاضرين). وفي النهاية كسر الخبز.

ويدهشنا ان يكون بولس ادرى بالعشاء الرباني من مرقس الذي اعتادت الكنيسة الاورشليمية ان تجتمع في داره. فبعد نجاة بطرس من السجن، يقول سفر الاعمال ان بطرس (ذهب الى بيت مريم ام يوحنا الملقب بمرقس).

واذا درسنا نصوص تأسيس العشاء الرباني في الاناجيل المتناسقة (اي متى ومرقس ولوقا)، وفي رسالة بولس الرسول الاولى الى كورنتوس، نرى ان متى يسير مع مرقس، ولوقا مع بولس. هذا يعني اننا نعرف اليونانية لنكتشف معنى الكلمات. ولكن الصليبي يقر ان معرفته باليونانية محدودة، ونحن نغفر له هذا التسرع في الحكم، كما نغفر له تفضيل ترجمة على ترجمة بعد ان صار الحكم في شأن الكتاب المقدس الذي بدأ يتيه معه في (العربية) التي تمتد من الاردن الى المحيط الهندي، فلا نعود نعرف اين نكتشفه ولا سيما بعد ان فصل التاريخ عن الجغرافيا، والتقنيات عن علم اللغة يتلاعب به كما يشاء.

اجل، هناك تقليد اورشليم عن العشاء الرباني (نجده في متى ومرقس وخصوصا مع لفظة بارك)، وتقليد انطاكية مع (لفظة ??? التي منها جاءت كلمة افخارستيا، تلك هي طريقة الصليبي في تفسير النصوص واقتلاعها عن محيطها. ولا نقول شيئا عن مغامرة يهوذا الذي باع هذا الملك اليهودي المغتر بنفسه، ومضى بالمال الى عمق الجزيرة العربية يعيش بامان. وقد يكون قد تزوج.. كما لا نقول شيئا عن المجدلية التي هي تارة عشيقة يسوع وطورا خادمة بين النساء اللواتي يخدمن المسيح الذي لم يكن متزوجا. نترك القارئ ان يبتسم تجاه هذه المتاهات التي تنطلق من نصوص ميتة لم تعد تنبض فيها حياة يسوع.

ونعود الى نقطة البداية، الى هذا الملك الذي اسمه المسيح، الذي جمع مع يسوع وهو لا يريد ذلك. فاين وجد الصليبي اهتمام يسوع بالملك وهذا الصراع المرير بين التلاميذ? فقد اعطى يسوع المعنى الحقيقي لملكه امام بيلاطس: مملكته ليست من هذا العالم. كل ما جاء يفعله هو ان يشهد للحق. وهذا ما يقوله انجيل يوحنا المرتبط (بالانجيل الارامي). وبعد تكسير الارغفة، يروي يوحنا نفسه انهم ارادوا ان يأخذوه ويقيموه ملكا. فابتعد عنهم. وفي اي حال، جربه الشيطان بهذه المملكة فما اهتم يسوع لهذه التجربة.

ولقب المسيح الذي يعني ذاك الذي اختاره الرب (بواسطة الجماعة او القرعة) ومسحه (الكهنة) بالزيت المقدس. اولا نفهم ان يسوع لم يسم نفسه يوما المسيح. بل سمى نفسه ابن الانسان الذي يتألم كثيرا ويموت ويقوم. لا شك في ان الناس اخطأوا في هوية (المسيح) انتظروه: يقهر الاعداء، يطرد الرومان.. ولكن يسوع رفض ان يقف عند هذا المستوى. وحين نقرأ انجيل مرقس مثلا، نرى كم تهرب يسوع من كل دعاية بعد معجزاته. وعنه قال متى موردا كلام (النبي اشعيا): (لا يماحك ولا يصيح ولا يسمع احد صوته في الشوارع). وحين اعلن بطرس ان يسوع هو المسيح هنأه يسوع (كما يقول متى)، ولكنه سوف يوبخه لانه نسي ان هذا المسيح سيمر في الالم قبل ان يصل الى المجد. وفي اي حال، هذا ما قاله لتلميذي عماوس: (كان ينبغي على المسيح ان يعاني هذه الالام فيدخل في مجده). ومجده ليس مجدا زمنيا، كما ان غناه لم يكن غنى زمنيا. افسر الصليبي كلام بولس عن المسيح الذي كان غنيا وافتقر. على المستوى المادي، غناه انه صورة الله غير المنظورة وبكر كل خليقة. وله تسجد كل ركبة في السماء وعلى الارض (في عالم الاحياء) وتحت الارض (في عالم الموتى).

ولكن اترى الصيلبي يقبل بلاهوت المسيح? كيف يقول: انا هو خبز الحياة، انا هو القيامة والحياة انا هو (كما في العليقة الملتهبة مع موسى، من يقول هذا الا الله،? هذا ما سبق الفريسيون فقالوا: (من يستطيع ان يغفر الخطايا الا الله وحده. وماذا لو كان هذا الانسان الذي امامنا هو ايضا ابن الله. ونحن نعني ماذا نفعل بهذا (الكتاب الخاص بالنصارى الذين كانوا يؤلهون يسوع) (كما يقول الصليبي) ? اترك هنا جانبا الاخطاء والجهل عن كنيسة اورشليم الاولى ودور الختان فيها، ولا اقول لهذا (الباحث) ان بطرس في الخطبة الاولى بعد العنصرة قال: (ان الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا). اجل يسوع هو المسيح. الانسان الذي قتل يوم الجمعة العظيمة هو ذاك القائم من الموت، ولا تزال اثار جراحاته في يديه ورجليه وفي قلبه.

خاتمة

صدر كتاب كمال الصليبي (البحث عن يسوع. قراءة جديدة في الاناجيل) فاضطرب الناس. اما انا فما اضطربت ولو لم يضطرني الاصحاب لما كنت اضعت الوقت في قراءة كتاب لا يعرف من النص الانجيلي سوى قشوره. وهو في اي حال لا يعرف الانجيل الذي هو شخص حي واسمه يسوع المسيح. منذ قلسيوس الذي رد عليه اوريجانس، الى (برنابا) الذي ترك لنا انجيلا بعد ان مرق على دينه واراد ان ينتقم من الكنيسة لسبب من الاسباب، الى (بحاثة) عديدين في القرن التاسع عشر تخلوا عن رسالة تجندوا لها، الى كمال الصليبي وغيره وغيره من حلقة يسوع وغيرها من الحلقات، عرفت الكنيسة كلاما عن يسوع وعن الاناجيل، فالمسيحية معتادة على ذلك، وهي في عمقها تحافظ على حرية الرأي. والكنيسة التي قال يسوع ان ابواب الجحيم لا تقدر عليها، تبقى هي هي رغم كل (الهرطقات) (والهرطقة تقوم بان تأخذ شيئا وتترك الشيء الاخر لانه يوافق ايديولوجيتنا). في اي حال، مات هؤلاء الاشخاص وماتت معهم نظرياتهم. اما يسوع المسيح فهو امس واليوم والى الابد. وكلمته تبقى ابد الدهور.

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s