القوميّة اللبنانية حلم لم يندثر

ماجدة داغر
من مجلة المسيرة العدد 1153 كانون الأول 2007

الجنوح إلى الهوية يجسّد بصمة الشعوب في تحديد مسارها ورسم تاريخها، إنه الشعور الفطري بالانتماء. وهو أمر واجهه اللبنانيون منذ نشأة الكيان اللبناني، لاسيّما ان تركيبتهم الطوائفية سبقت قيام هذا الكيان، مما أنتج بحثًا عن هوية تشكّل خصوصية لبنانية تمثّلت في ظهور قوميّات تحمل إشكاليات الانتماء التاريخي للبنان، أبرزها القومية اللبنانية .

تُعرّف القواميس والمعاجم عن كلمة قوميّة بالقول: مبدأ سياسي اجتماعي يفضّل صاحبه كل ما يتعلّق بأمّته على سواه مما يتعلّق بغيرها. أما تعريف الأمّة: ج. أمم. الوطن. نقول هو من بني أمّتي، أي مواطني. في الانطلاق من هذا التعريف عن القوميّة، نجد إيجابيات تمثّلت في تفضيل الأمّة على أي شيء سواها، أي انها تضفي على القوم الذين ينتمي إليهم الفرد كيانًا تاريخيًّا ورؤية حضارية تجعل مستقبل هذا الكيان أسمى من المصالح والفئويّات.

إذاً تساوي القومية في جوهرها مبدأ المواطنة، لا بل تتفوّق عليه بهالةٍ تاريخية كيانيّة حضارية تتخطّى المشاركة في المؤسسات والحياة الاجتماعية والسياسية، لتصل إلى تكريس الكيان وتثبيته متأصّلاً قائمًا بذاته له حيثيته واستمراريته، من دون أن يكون بديلآً من أي مشاريع قومية أخرى.

إقرأ المزيد