سعيد عقل * حياة وقصائد * نحناهلك يا زحّل – مشوار- هني ؟ بحبّن – عم بحلمك

 الشاعر سعيد عقل

1912-2014

سعيد عقل زعيم المدرسة الجمالية في الشعر ، كتب الشعر بريشة طاووس و مداد من جبال و سهول وغناء و نشيد و بكاء و حزن و طفولة و طهر ، وبخور و مصباح من البرق وسرير من الياسمين .

من مواليد تموز 1912 في زحلة ، بدأ دراسته حتّى أتمَّ قسماً من المرحلة الثانوية في مدرسة الاخوة المريِّميين و حلم بدراسة الهندسة ، إلاّ انَّه وهو في الخامسة عشرة من عمره اضطرَّ أن يترك المدرسة ليتحمّل مسؤولية ضخمة نظرا لخسارة والده في التجارة. فمارس الصِّحافة والتعليم. لكنّه استقر في بيروت في مطلع الثلاثينَّيات وكَتَبَ في جرائد «البرق» و«المعرض» و«لسان الحال» و«الجريدة» وفي مجلَّة «الصَّيّاد ». ودرّس في مدرسة الآداب العليا، وفي مدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وفي دار المعلمين، والجامعة اللبنانيّة. كما درّس تاريخ الفكر اللُّبناني في جامعة الرُّوح القُدُس و تعمق في دراسة اللاهوت و الأدب العالمي وألقى دروساً لاهوتيَّةً في معهد اللاّهوت في مار انطونيوس الأشرفية، كما درس تاريخ الإسلام وفِقْهَهُ .

إقرأ المزيد

سر التراث اللبناني … ترسخ الشعب في ذاته يولد رسالته

 

fadel2

بقلم الأستاذ الكبير الراحل فاضل سعيد عقل 

نشرت في مجلة الفصول اللبنانية / العدد رقم 13 – 1984

كل شعب غير مجذر، يعجز، ليس فقط عن إكفاء نفسه، بل حتى عن البقاء. فالارتباط بين الاستمرار وبين إرادة الاستمرار شرط أساسي للديمومة. لان الإرادة تفرض الواقع، والواقع يفرض الديمومة. والديمومة تهب الإيمان بضرورتها إلى المستفيد منها.

وحده المصر على الحياة يبقى ويدوم، العنيد في تشبثه بأرضه وتمسكه بما تمثله هذه الأرض وبما تضمه من رفات وذكريات وثروات، وما ينتج عنها من تقاليد ومظاهر وعادات، وما يتولد فوقها من قرابات ومصالح وعلاقات. أما الزاهد في كل هذا، فهو مخلوق هامشي لا يعرف متى تقتلعه رياح الفراق وأعاصير الدمار.

الشعوب الحية بتراثاتها، المجذرة في ارض أوطانها، الواعية رسالاتها، تنتصر دائماً في معركة البقاء، فلا يجرؤ الفناء على الاقتراب من أسوارها، لأنها لا تؤخذ بالقمع والقوة والتخويف والإرهاب، مهما كانت إمكاناتها ضعيفة وعناصر دفاعها ضئيلة، لان شعورها بوجوب بقائها يشكل طاقات للمقاومة لا نهاية لها بعكس الشعوب المترهلة في أصولها، المائعة الجذور، فأنها سرعان ما تتنازل عن حقها وتفقد كل قابلية للمقاومة وكل شهية للتضحية وكل مناعة للصمود وكل مبرر للاستمرار. عندها تكون عناصرها التكوينية العضوية قد شاخت وقواها قد وهنت وإيمانها قد خار ومخزون التصدي فيها قد انهار، فقبلت بالانقياد والتخلي عن طموحاتها ونسيت تحدياتها وعراقتها.

شعب لبنان الذي عمره الحضاري من عمر الحضارة الإنسانية الأولى، إلى ستة آلاف سنة خلت، كأنه اليوم شعب فتي عمره بالكاد نصف قرن. وهذا الشعب، الذي عاش قرابة أربعماية سنة تحت الحكم العثماني الاحتلالي، والذي تحرر منه بفعل مناعة المقاومة وإرادة البقاء، وصبر طول هذه المدة مناضلاً للتحرر من الاستعمار، هو من الشعوب الحية التي لا تموت وفي طليعة الشعوب الحية المجزرة، لأنه مزروع في ارض وطنه لبنان. تخللت تاريخه مراحل حلوة ومراحل مرة. إلا أن المرحلة الذهبية النموذجية في تاريخ تراثه الوطني، التي أبرزت جوهره الحق، كانت مرحلة حكم الأمير فخر الدين الثاني.

إقرأ المزيد

من قصائد ايليا أبو شديد

ايليا أبو شديد
1934  1998

ولد في المطيلب عام 1934 .

تلقى دروسه في مدرسة الناشئة الوطنية في الفريكه ثم في ثانوية معهد الرسل في جونيه .

توفي والده وهو في الرابعة من عمره فتولى تربيته عمه بطرس أبو شديد.

أصدر مجلة “المواسم” عام 1966 .

اعطى ايليا ابو شديد القصيدة العامية التي غلب عليها الوصف الرومانسي لدى معظم شعراء العامية اللبنانيين، من الذين سبقوه ومن ابناء جيله ، بعداً فكرياً يعكس “موقفه من قضايا الانسان والمصير …” ، “وهو يدعو في مقدمة ديوانه “خيمة العنكبوت” الى ضرورة تخطي الشعر العامي اللبناني حدود الضيعة والتنور وجرن الكبه ..”.

مؤلفاته الشعرية :

-“ندم” – 1955 .-“ثورة” – 1957 .-“ليالي النار” – 1961 .-“بنات العشرين” – 1963 .-“صوت المارد ” – 1968 .

خيمة العنكبوت” – 1972 .-“قناديل الثلج ” – 1973 .-“أغاني الجرح المصلوب” – 1982 .-“زورق البحار” – 1988 .
-“وقف يا زمان” – 1993 .-“قنديل العشاق” – 1997 .

توفي عام 1998 .

تراب

يا ما مرق عالم قبل منّا
بها لأرض غابو، ونحن ما كنّا
ونغيب بكرا متل ما غابو
ناس بيجو وبيسألو عنّا
يلّي بيجي بيقول للّي غاب
هالدني ورشي
وترابها كمشي
في تراب باقي تراب
وتراب عم يمشي

 

إقرأ المزيد

من الشعر العامي اللبناني – حسين علي أبو حمزي

a-cedar-in-gods-countryحسين علي أبو حمزي

  1933-1872
(من خربة الشوف. سافر ع أميركا. وضل متعلق بالشعر وبلبنان. الو ديوان نطبع بنيويورك)

حنين

لبنان يا لبنان وحياتك
وحياة بساتينك وغاباتك
مشتاق ارجع عاترابك موت
ويقبروني بظل أرزاتك

مشتاق ارجع عاترابك موت
وبكون بموتي أنا مبسوط
لو من خشابك نجرّو التابوت
ومن مي نبعك غسلو جسمي
وحاكو كفاني من حريراتك

ومن مي نبعك غسّلو جسمي
وعا صخورك يحفرو اسمي
لبنان لو بعت الك رسمي
بتشوفني من حرّ شوقي ليك
صرت دايب متل تلجاتك.

من روائع الادب اللبناني ” فؤاد سليمان” … البــلابــل الحمـــراء


فؤاد سليمان 1911-1951

ولد في بلدة “فيع” من الكورة، وتلقى علومه الابتدائية في مدرسة ” دير البلمند” ، ثم تخرج من كلية “الفرير” في طرابلس.
درّس الأدب العربي في المعهد الشرقي، في جامعة القديس يوسف في بيروت، وعلّم في الكلية الثانوية العامة في الجامعة الأميركية في بيروت ثلاثة عشر عاماً، وتولى رئاسة تحرير مجلة ” صوت المرأة ” لمدة عامين، وكان من المؤسسين لجمعية ” أهل القلم ” في لبنان.
من كتبه: “تموزيات” و “أغاني تموز” و”درب القمر” والقناديل الحمراء”.

البــلابــل الحمـــراء

… وماذا بعد يا بلبل ؟
ماذا ؟ عن ضيعتي البيضا، التي تغرق في النور ؟
.. أفي منقادك الأحمر، حبة من ترابها ؟ حبة واحدة يا بلبل، القها على شبّاكي ! ؟
وهل فيه ورقة خضراء من سنديانها ؟
وهل مرغت جناحيك بأطياب ورودها ونرجسها ؟
وحنجرتك ؟ أفيها من غناءات صبايانا يا بلبل ؟
كيف غابه النرجس ؟
هل بعد فيها، من ذات الفستان الزهري، ما فيها ؟
ماذا يا بلبل، عن ضيعتي ؟
فرفّ البلبل، الذي على شبّاك غرفتي، بعينيه، يهّم بالبكاء…
كان جناحاه مبتلّين من نفانف الثلوج.
في العاصفة، جاء اليّ من الجبل !
عرفته من منقاده الأحمر.
هذا من بلابل ضيعتي،
في ضيعتي تعيش البلابل ذات المناقيد الحمراء

إقرأ المزيد

إعادة اصدار كتاب الخميني يغتال زرادشت لمصطفى جحا


الخميني يغتال زرادشت، الكتاب الذي دفع مصطفى جحا ثمنه حياته والكتاب الذي وصف بأنه الأخطر على أيديولوجية الثورة الخمينية والفكر المتشدد لدى إيران وحزب الله

إقرأ المزيد

من قصائد الياس الفران * هَلّق مش بكرَا – وَرد خدودِك – ليمُون الموَردي


الياس الفران ( 1852 – 1921 )
من مواليد دير قوبل سنة 1852 اشتغل بحياكة الحرير ونظم الشعر. سافر عَ اميركا لاسباب سياسيّي ومات فيا سنة 1921 بمرض الفالج. من مؤلفاتو: سلوا الهموم ، السمر في قضاء أوقات السهر.

هَلّق مش بكرَا

 اصحاب مروّي ، ورجال
منضل نحارب ت نشوف
الموت مدلّي علينا حبال
وحتى بحر الدم يطوف

ساعتها منكون متنا
وارتحنا من الاستبداد
والطبيعا ان هفيتنا
يبقو يستلمو البلاد.
ما منرجع عن كلمتنا
الكلمي الحرّا ما بتنعاد.

وَرد خدودِك

 من جبينك طلو القمار
وصار بالدنيا يفيض النور
وأضحا جنح الليل نهار
وصرنا نشوف الدنيي بدور

إقرأ المزيد

رأي حر – الثوابت التاريخيّة في سريانية لبنان

 د. أندريه كحّالة
مقدمة
يقول المؤرخ البريطاني هوبل “إذا أردت أن تلغي شعبا تبدأ أولا بشلّ ذاكرته، ثم يلغي كتبه و ثقافاته و تاريخه، ثم يكتب له طرف آخر و يعطيه ثقافة أخرى و يخترع له تاريخا آخر… عندها ينسى هذا الشعب من كان و ماذا كان والعالم ينساه أيضا…” هذا هو مختصر المعاناة التاريخية لشعبنا في الشرق: أما بالنسبة الى لبنان فيقول المؤرخ كمال الصليبي “إن الحرب المستمرة في لبنان هي في الواقع وبشكل أساسي، حرب تهدف إلى تحديد ماهية التاريخ الصحيح للبلد”.

فقضية شعبنا الأساسية هي قضية هوية والمعركة الأساسية هي للمحافظة على هذه الهوية فالمرتكزات الأساسية تتعدى التاريخ لتشمل الدين واللغة والحضارة والثقافة بشكل عام… فاذا استثنينا المرتكز الديني نجد أن المرتكرات الأخرى غير مستقرة أبدا و تظلّ عرضة لموجات متتالية من التزوير أحيانا والإستيعاب أحيانا أخرى عبر مخطط تاريخي نلخصه بعبارتي التّعريب والتذويب، نعطي مثلا بسيطا من تاريخنا الحديث حيث أن التوافق الشفهي في ميثاق 1943 على أن ” لبنان ذو وجه عربي” و خلال خمسين سنة أدّى الى الإقرار خطّياً في دستور الطائف بأن ” لبنان عربي الهوية والانتماء”.

إقرأ المزيد

عِبِر من التاريخ اللبناني – الجزء الأول

 بقلم ادوار حنين

القيت في ” الندوة اللبنانية ” في شباط سنة 1960 ، ونشرت في ” محاضرات الندوة ” السنة الرابعة عشرة ، 1 – 2 كانون الثاني – شباط 1960 .

سيداتي سادتي ،

” عبر من التاريخ اللبناني ” موضوع محاضرة الليلة ، حلقة من سلسلة محاضرات هذا الموسم التي عنوانها : ” في صميم الحاضر اللبناني ” .

من عبر التاريخ في صميم الحاضر مظهر للتناقض الحبيب الذي يميز صديقي ميشال أسمر دون الرفاق جميعاً ، أو هو أحد من وجوه العجب والاعجاب اللذين ما برح ميشال أسمر ينتزعهما انتزاعاً من رفاقه ومحبيه .

وهو ، وحده ، بين جميع من أعرف يقبل عليك وكأن رأسه مدار الى الوراء ، أو يدبر عنك وكأن رأسه مدار اليك . وهو ، وحده ، بين جميع من أعرف ، أستطاع أن يلتقي كل انسان على كل شيء دون أن يحيد قيد شعرة عن طريقه ، ودون أن يطرح مثقال ذرة من أطنان ما به يعتقد ، وما به يؤمن ويدين .

عبر من التاريخ اللبناني . هذا يفرض ، بداهة ، أن صاحب الكلام في مثل هذا الموضوع يؤمن بالتاريخ يرشد ويعلّـم ، اذ يستخلص منصميم الماضي خطة في صميم الحاضر .

على أنّ التاريخ ، في الرأي المعاصر ، بعد أن قفزت الانسانية في عالم الغد قفزاً يكاد يكون مدوخاً فقارب أن تنقطّع أوصالها مع الأمس الذي عَبر ، بات هذا التاريخ شيئاً من إنسان وضيع ، ابن نعمة تجاوزته النعمة ، عاجز على اللحاق بالذين سبقوه ، في كل طريق ، مشغول بيومه ن قاصر على التنبؤ بما سيكون غداً ، يقول عن نفسه ما تصور شارل بيغي أن يقول : ” يحسبون أني محكمة . بئس المحكمة التي يحسبون ! ويحسبون أني القاضي ، على أني لست أكثر من كاتب ضبط أتولى تسجيل الوقائع ” .

حتى أن بعضهم تمادى في الاعتقاد بأن الانسانية ، في مشيها الصاعد أبداً الى عوالم جديدة ، صار يعيقها التلفت الى الوراء ، لحد ان راح أمثال تيودور مند يكتبون تاريخ المستقبل .

ومع ذلك ، أنا من قضى عمره خادماً في هيكل التاريخ ، ما زلت أجد طمأنينتي حيثما وجد الجدود طمأنينتهم ، وقلقي حيثما كانوا يقلقون . أنظر الى التاريخ نظرة الأبن الى أبيه . فان لم يكن له مرشداً ومعلماً في كل شيء فهو المرشد والمعلم في شؤون عائلته وبيته ، يعرف على ما أسست الدار والعماد عليها تقوم ، يعرف ركائز القوة ومواضع الخور ، يعرف منافذ الشمس ومسالك الهواء ، جوانب البؤس ومطارح الهناء ، أين كان فراش الموت لبانيها ، سرير الوضع ، مهد الطفولة ، ديوان العتاب ، طرّاحة السمر ، قاعة المصالحات لساكنيها .

أنظر الى التاريخ صلة وصل بين جيل وجيل ، خبز السالف للخالف ، شميم القدوة ، طريق الاستمرار ، وحكاية الأبرار الجدود والطيبات الأمهات التي هي أروع حكاية .

إقرأ المزيد

كمال يوسف الحاج – ألفيلسوف

مأخوذة عن الموقع الرسمي للفيلسوف كمال يوسف الحج http://www.kamalyoussefelhage.org/

د. يوسف كمال الحاج

سيرة على خطّ القمم

كمال يوسف الحاج سيرة على خط القمم. موكب من نور. والنور لا تحوشه كلمات. حياة ترنحت، من المهد إلى اللحد، بين الأرض والسماء، بين الأينونة والديمومة. كيف أحوش النور في حيّز الحرف؟ كيف أرود المستحيل، كاتبًا كلمات في سيرة عصيّة عليها؟ ولكنها الأمانة… أمانتي لديمومة ذكراه في التاريخ عبر أينونة التذكّر في الصارخة

بداية المشوار الأرضي يوم السابع عشر من شباط  1917، في مراكش. غمزة التاريخ الأولى أنّ أبي لم يولد في لبنان، هذا الذي مَنطَقَه، وعقله، وهام به حتى التماهي، بل تنقّل في صباه بين المغرب ومصر. أمّ كمال، أديل بشاره، بروتستانتية ممارسة. مبشّرة ابنة مبشّرة. صاحبة إيمان مسيحي وطيد، وإرادة فولاذية، وقلب من ذهب. مثقفة رهيفة سبقت زمانها بأشواط. وقورة. زاهدة بحطام الدنيا. ومعبودة أولادها. الأب، يوسف بطرس الحاج، ابن الشبانيه، البلدة المتنية العامرة بأفذاذ الرجال، قطب في الأدب والشعر والصحافة… والماسونية في مقلب العمر الأول. عُرِف بابن بطوطة لكثرة أسفاره، وبصداقته الشخصية للملك فؤاد في مصر، وللأسرة المالكة السعودية، ولخزعل خان أمير المحمّرة. أصدر صحيفته الأولى في باريس، وأتبعها بواحدة في دمشق، وثلاث في لبنان. ملك ناصية الشعر، فصيحًا وعامّيًا، ووضع كتبًا طليعية في الماسونية، والصهيونية، والشيوعية، لتعريتها. كان أمير خطابة عزّ نظيره، وساحر جماهير في لبنان وسوريا والعراق ومصر وشبه الجزيرة. جده الأبعد، غصوب الهاشم، من العاقورة. كان يوسف الحاج يتباهى بأصله الهاشمي، ويوقّع جلّ أشعاره باسم يوسف الحاج الهاشم. أسهم في تأسيس رابطة آل الهاشم،

«الجامعة الهاشمية»، إلى جانب قريبيه الهاشميين الأبعدين، أمين نخله ويوسف غصوب. انضمّ إلى الداهشية، فعُرف بالداهشي الأول، قبل أن يشيح عنها .

إقرأ المزيد

عيد سيّدة القمح أو سيّدة الزروع

روجيه عفيف
15 ايار 2010

تحتفل الكنيسة المارونية حسب سنكسارها الثابت (كتاب الاعياد)، ومعها السريانية ، في 15 أيّار من كل سنة بعيد سيّدة السنابل أو سيّدة القمح . ولهذا العيد عدة معاني دينية وتاريخية ، أهمّها أن المسيحيون الاوائل منذ أيّام الرسل اعتادوا التعييد للعذراء بعد انتقالها الى السماء . وكانت أعيادها ثلاث مرات حسب ما يوصي الرسول يوحنا الانجيلي في الاعمال المنحولة فيقول (وهو في مدينة أفسس) : نعيّد للعذراء في نصف كانون الثاني سيّدة الزرع ، ونصف أيّار سيّدة القمح ، ونصف آب عيدها الكبير سيّدة الكرمة أو العنب . وقد رأى شرّاح الكنيسة أنّ هذه الاعياد المريمية الثلاث ، ذات الالاعطابع الزراعي الموسمي ، لها علاقة بالافخارستيا والقربان ، حيث يصنع القربان من طحين القمح ، والخمر من عصير العنب المعتّق . وبذلك تكون مريم أيضًا ، في أعيادها ، وسيطةً لسرّ القربان الاقدس .

أمّا عن موقع هذا العيد في منتصف أيّار ، ففي الانجيل إشارة لهذا الوقت ، حيث مرّ تلاميذ يسوع يوم السبت وسط الحقول ، فبدأوا يأكلون القمح وهو أخضر . ومن هنا أخذ العيد إسمًا إضافيًا هو سيّدة الفريك ، كونَ في هذا الوقت يُفرك القمح ويؤكل أخضر .
(إنجيل لوقا 6 : 1 ـ 5) :
” وَفِي السَّبْتِ الثَّانِي بَعْدَ الأَوَّلِ اجْتَازَ بَيْنَ الزُّرُوعِ. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السُّبُوتِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هَذَا الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ. كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَخَذَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ وَأَعْطَى الَّذِينَ مَعَهُ أَيْضاً الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ. وَقَالَ لَهُمْ إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً “.

إقرأ المزيد

من قصائد طانيوس الحملاوي : واقف ع شط البحر- حكيلي يا جدي

طانيوس الحملاوي ( 1912 – 1996 )

شاعر زجّال من مواليد ضيعة حملايا ، ألّف في بداية مسيرته الفنّية جوقة للزّجل أسماها “الكنار” ، ثمّ ما لبث أن انضمّ الى جوقة شحرور الوادي أسعد الفغالي عمّ الصبوحة ومن بعدها عاد وألّف جوقة جديدة أسماها “المنتخب” . رئيس تحرير مجلة «الشعلة» (1955 – 1970) الشهرية في الزجل والسياحة والشعر والاغتراب والرياضة لصاحب امتيازها فاضل سعيد عقل. وهو صاحب «العصبة» ورئيس تحريرها (1971).

واقف ع شط البحر

واقف ع شط البحر بكّاني السفر

مين قدّي تلّوع وقدي نطر

مع كل موجي رايحا ببعت سلام

ومع كل موجي راجعا بنطر خبر

من وقفتي، الرملات عرفوني غريب

بتسهر معي النجمات وبترجع تغيب

بيصعب عليّ عود من غير الحبيب

إقرأ المزيد