من روائع الادب اللبناني : كتاب “رمل وزَبَدْ” لجبران خليل جبران

 ترجمة مفيد مسوح – مراجعة هنري زغيب 
جماليا

 

على هذه الشَّواطئ أتمشَّى أبداً بين الرَّمل والزَّبَد.

سيمْحو المدُّ آثارَ قدميَّ وتذهب الريح بالزَّبد.
أما البحر والشاطىء فباقيان إلى الأبد.

ملأتُ يدي مرَّة بالضَّباب ثمَّ فتحتُها، فإذا بالضَّباب صار دودةً. وأغلقتُ يدي وفتحتُها ثانية، فبدا لي فيها عصفور. وأعدْتُ غَلْقَ يدي وفتحَها فإذا في راحتها رجلٌ حزينُ الوجه ينظر إلى السَّماء.

وعندما أغلقْتُ يدي مرة رابعة وفتحتُها لم أر فيها غيرَ الضَّباب!

لكنَّني سمعتُ أغنيةً بالغة الحلاوة.

 
خُيِّل إليَّ في الأمس أنني ذرَّةٌ تتمَوَّج مرتجفةً في دائرة الحياة بغير انتظام.

واليوم .. أُدرك أنِّي أنا الدَّائرة، وأنَّ كلّ الحياة تتحرَّك فيَّ بذرَّاتٍ منتظمة.

 

في يقظتهم يقولون: “أنتَ والعالَم الذي تعيش فيه حبَّةُ رملٍ على شاطىء غير متناهٍ  لبحرٍ لا حدَّ له”.

وفي حلمي أقول لهم: “أنا البحر الذي لا حدَّ له، والعالم كلُّه حبَّاتُ رمل على شاطئي”.

 

ما اخترتُ الصَّمت جواباً إلاَّ لمَن سألَني: “من أنتَ؟”.

إقرأ المزيد

جبران خليل جبران رائد التمرّد والثورة وقصيدة النثر العربية في الذكرى 125 لولادته

gibran7كوليت مرشليان

(…) وصرخ قائلاً: “إن هذا الرجل مجنون أيها الناس!” وما رفعت نظري لأراه حتى قبّلت الشمس وجهي العاري، فالتهبت نفسي بمحبة الشمس، ولم أعد بحاجة إلى براقعي. وكأنما أنا في غيبوبة صرخت قائلاً: “مباركون مباركون هؤلاء اللصوص الذين سرقوا براقعي!…

كلمات من جبران خليل جبران قد تشكّل أفضل البدايات للكتابة عن هذا الأديب اللبناني والعالمي الذي تبقى أعماله وبشكل خاص كتابه النبي خارج التصنيفات الأدبية لما تضمّنته من شعر وفلسفة وروحانيات وماورائيات واجتماع وسياسة وفانتازيا حلمية قريبة من الرؤيا وحب وطبيعة وموت وحياة وتمرّد وثورة وما وراء الحياة. كل هذا نستعيده ونعيشه من جديد في كل مرة نستذكر فيها جبران خليل جبران، الذي يبدو اليوم وفي كل ما تستعيده فيه المؤسسات الأدبية والفكرية في العالم، في ذكرى 125 عامًا على ولادته، حاضرًا ومتجاوبًا وفاعلاً مع واقعنا في كل ما كتبه.
إقرأ المزيد