قصائد مختارة من شعر – مالك طوق

مالك طوق

1928
(من مواليد بشري. سنة 1928. مألفاتو المطبوعا: عناقيد- كومة خطيّي- بوستين- حلو الموت فدا لبنان- بوستين زغار- وخليل الكافر “مرسحيّي مش مطبوعا”)

ليلة ربيع

شفتي السنونو لافيي بعد الغياب
رجعت تعمر بيتها طين وحجر
قومي نعمّر كل شي عنّا خراب
ونستفقد العرزال مطرح ما نطمر
قومي نغفّي الليل ونوعّي الشباب
ونوّسي القنديل، عم يخلق قمر.
همس، لا تحكي، وخلينا قراب

دعستك عا دعستي، تا ما نضيع
بلكي ملاك الحب داير ع البواب
بيدردر البوسات ع دروب الربيع

قومي وخلي الليل كلّو ينشقع
من تمتمي وبوسات مش عم تنسمع
وكرمال بوسي. هالدني كلاّ نبيع
وان عتّمت، شو صار! لا تخافي نضيع
بلفتي لصوب الجو
عيونك ترد الضو
ومن خلف شعرك يفلتو طيور الربيع

كزب

سعدي قليل كتير، ما عندي سعد
بتكزب عليّي كل ما عطيتا وعد
وبروح انطر، والدقايق الهيا
وفلفش وجوه الناس كلاّ، وفلّيا
ما في حدا بيطل شو بعمل فيا
وبقول مش رح عيدها، وبرجع بعد

وبصير احلم كيف، كيف رح نلتقا
ونقول شعر، وكيف رح نسكر
وقلبي بيعرف أكتر وأكتر
كل ما نفتح شي باب ونسكّر
وتبقا عيوني بالرصيف معلّقا

بقرا الجريدي، بعيدها من أوّلا
وبقرا مكاتيب العتيقا وبسألا
شو لابسي، فسطانها البنفسجي
ووين صارت قولكن ما رح تجي
وما في حدا بيرد ويقلي مبلا

تبقا الدقايق متل حظي فاضيي
بشعا غريبي، حدّ مني ساهيي
ما بصدّق الساعات، كلا بخطيّا
وساعة البلحيط ما بآمن فيا
مش دايرا، ويلّي بأيدي بهجّيا
ومتل البشوفا ماشيي ومش ماشيي

مكاتيب

ميتين مرّا، صرت قايلا تعي
نهربلنا شي ساعتين وتطلعي
من دنيتك، من اوضتك هالما فيا
غير العتم والجوع، ما بتقبل معي
مدري ايا شيطان ما بيخليا

من هيك ما عم نلتقي غير ع الورق
ع وراق المكاتيب
نتفة عمر مع كل ورقا تنحرق
ونتفة شمس بتغيب

والسر بمكاتيبها، بتزيّنا
وتطبع عليها شفافها وتلّونا
بالحب، بالشهوات، بالحكي الحلو
وبيوت شعر بيرجفو، بيتاكلو
ت ضيعتني وصرت عم اسأل أنا
كنّو الي هالحكي أو منّو الي
وبيصير عمري حكي بداوية حبر
واقعد أنا والليل ت نعلك صبر
ونراجع مكاتيب ملوا الطاولي

مينين مرّا قايلاّ تعي
نهربلنا شي ساعتين، وتطلعي
كلّك من مكاتيبنا، هالما فيا
غير الحكي والجوع، ما تقبل معي
ومدري، يا شيطان ما بيخلّيا